السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صراحه امور غريبـه واردت ان انقلها لكم .. تمتعو بهاا
اليمن
في اليمن فما إن تطأ العروس عتبة منزل الزوجية بقدمها حتى يسارع العريس بوضع قدمه على قدمها؛ فإن سحبت العروس قدمها بسرعة كان معني ذلك أن إدارة البيت بلا منازع ستكون لها، وإن أسرع العريس بالضغط على قدمها كان هو سيد البيت في كل صغيرة وكبيرة !! .. عادات مثيرة وغريبة نتعرف عليها في هذا التحقيق الذي يبحر بنا في طاجيكستان وإندونيسيا وتايلاند و الباكستان واليمن والكاميرون والمغرب ويستقر داخل غابات إثيوبيا الاستوائية لنتعرف على مجتمعاتنا الإسلامية عن قرب، ونتعرف على الواقع المتنوع للأمة، ولا نقر - بالطبع - ما يخالف الشرع والسنة
طاجيكستان
العجيب في الأعراس الطاجيكية أن العروس لا تحب الذهب، وإن أرادت إحداهن ذهبًا فهي تختار خاتمًا واحدًا فقط. أما بداية الخطبة فأعجب من هذا يقول عبد الغفار يوسفوف/الداعية و الباحث الطاجيكي: عادتنا بعد أن يحدد الشاب البيت الذي يريد أن يتزوج منه أن يذهب مع أمه ويرى العرس في حضرة العائلة فإن أعجبته يلقي عليها موعظة دينية يحفظها معظم الشباب تقول " .. عليك أن تكوني امرأة صالحة تصلين وتصومين وتقرأين القرآن، وعليك أن تحترمي عائلتي وتجيدين الطهي وأعمال المنزل .."!! وهنا يعرف الجميع أن الموافقة تمت، ومن ثم تبدأ مراسم عقد القران وليلة الزفاف، ونبدأ بالمهر وتكاليف الزواج والمسألة، في طاجيكستان غاية في البساطة حيث يشترط والد العروس كمية معينة من القطن تكفي لتجهيز 20 وسادة و30 فراشًا بأحجام مختلفة، ويتم التفاوض على المهر الذي يتراوح بين 160 إلي 320 ألف روبل طاجيكي أي حوالي 100 إلي 200 دولار أمريكي، أما بقية الشروط فمتعلقة بتفاصيل الطعام والشراب الذي سيقدم للمعازيم (الضيوف) فيقول والد العروس للعريس: عليك أن تحضر إلي بيتنا بقرة كبيرة وخمسة أكياس من الأرز و100 كيلو من الجزر و50 لترًا من الزيت و20 كيلو من البصل ومثلهم من الزبيب، وهذه الأشياء كلها لزوم عمل الأرز البخاري المشهور في طاجيكستان.
وبعد أن يفرغ والد العروس من طلباته يأتي الدور على أم العروس، وتخرج من جيبها ورقة بها قائمة من الأقمشة والملبوسات الداخلية والخارجية التي يجب على العريس شراؤها، وبذا يكون الاتفاق قد تم على كل شيء تقريبًا، وفي اليوم المحدد للعرس -وغالبًا ما يكون يوم السبت والأحد حيث إجازة الموظفين- فيدعي الأهل والأقارب والأصدقاء للغذاء وهو في الغالب - كما يقول عبد الغفار - من الثامنة صباحًا حتى الثالثة عصرًا حيث يأكل الضيوف في جو من السمر والفرح، وليس عندنا أصناف كثيرة مثل الموجودة في العالم العربي فالأكل عبارة عن صنف واحد فقط طبق من الأرز البخاري المختلط باللحم مع قليل من المرق
أندونيسيا
أما في إندونيسيا فالأمر أعجب من هذا فبعد السؤال عن الفتاة التي يريد الشاب أن يتزوجها يذهب مع أحد علماء الدين الإسلامي ليخطبها له، ويبدأ العالِم في الحديث وليس والد العريس كما هي العادة في بلداننا العربية، هكذا يحدثنا شمسوري فونو جمعان من سكان جزيرة جاوة عن عادات الزواج في جزيرته فيقول: عندنا الأسر تحترم الشاب المتعلم، وبالأخص صاحب العلم الشرعي وتتساهل جدًا في تزويجه، فأنا على سبيل المثال طلبت مني زوجتي حينما تقدمت إليها أن يكون مهرها تسميع سورة الأنفال، والحمد لله كنت أحفظها وفي ليلة الخطبة قدمت إليها أغلي هدية في جاوة، وهي عبارة عن "موكانا ومهري" أي مصحف وملابس للصلاة، وبعد ذلك قدمت جاموسة كبيرة لزوم الحفل وجهزت غرفة كما هي العادة وهي عبارة عن سرير ودولاب وأدوات الطبخ.
وقبل الحفل بيومين دعت والدتي الناس لدفع ما عليهم من "نقوط"-وهو عبارة عن مساعدة مالية تقدم عل شكل هدية - حيث تجلس امرأة أمام المنزل ومعها دفتر تقيد فيه كل ما يقدمه المدعوون، وليس شرطًا أن يقدموا مالاً فالبعض يقدم مكرونة، والبعض الآخر يقدم أرزًا، ومنهم من يقدم سكرًا إلى آخر ما يحتاج إليه المنزل، حتى أن هناك من تقدم البصل والملح، وفي ليلة الاحتفال يتجمع المدعوون في بيت العروس حيث يقام السمر ويأكل الناس. وبعد حوالي أربع ساعات ينصرف الجميع ما عدا العريس الذي يعيش معها أربعة أيام في إحدى الغرف بمنزل والدها، وفي اليوم الخامس يذهب العريس مع عروسه وأهلها إلي بيت والده فيجد جميع المدعوين في المرة الأولي قد حضروا لاستكمال بقية الحفل، فينعقد السمر مرة أخرى، ويتخلله الطعام الممتزج بالفلفل الحريف- والشراب.
وبعد عدة ساعات ينصرف الجميع ويعيش العريس مع عروسه أربعة أيام أخرى في إحدى غرف المنزل، وفي نهايتها تجتمع العائلتان -أهل العريس وأهل العروس في اجتماع عائلي يناقشان فيه مسألة "الشهور الثلاثة"، وهي عادة موجودة في العديد من الجزر الإندونيسية حيث يعيش العريس ثلاثة أشهر في بيت والده أو في بيت والد العروس، وغير مسموح له أن يعمل فيها شيئًا غير الاهتمام بعروسه والعيش في سعادة، ولا يفكران في أي شيء ينغص عليهما سعادتهما، وكأن المقصود من الشهور الثلاثة هذه أن تكون فاصلاً لذيذًا بين حياة "العزوبية" والحياة الزوجية
الجزائر
ا ونبتعد عن آسيا لنرى عادات الزواج في بعض البلدان الإفريقية المسلمة، ولنبدأ من الجزائر التي يميز الناس بين حفلتي الخطوبة وعقد القران بلون الخاتم المقدم، ففي الخطوبة يقدم العريس خاتماً أبيض، أما في عقد القران فيكون أصفر.
وتشتهر الأفراح الجزائرية بأنواع الطعم المختلفة مثل: "الكسكس" و"الشوربة" و"اللحم المندي"، لكن العادة الغريبة حقًا هي ذهاب المعازيم آخر الليل وبعد إقامة الحفلة في بيت أهل العروس إلى بيت العريس فينامون حتى الصباح وبعد تناول طعام الفطور والغذاء ينعقد السمر لليوم الثاني حتى منتصف الليل، ولا ينصرف المعازيم كما هو المعتاد وإنما ينتظرون ظهور" العلامة " وهو ما سيجرنا للحديث عن عادة سيئة للأسف موجودة في العديد من البلدان العربية، وهي انتظار أهل العريس والعروس خروج الزوج عليهم بمنديل أبيض عقب دخوله على زوجته، هذا المنديل الأبيض تظهر عليه آثار دم نتيجة فض غشاء البكارة، وما إن تراه النساء حتى ترتفع زغاريدهن ويطلق الرجال النار في الهواء!! ويضيف "عبد الحق ميحي" من الجزائر أن الأقارب يدقون الباب على العروسين إذا تأخر خروج العريس بالمنديل ويقولون له من خلف الباب ".. الوقت قد تأخر ماذا جرى" ؟! والعادة نفسها رأيناها في اليمن وكانت منتشرة في بعض قري صعيد مصر ثم انقرضت..وهي عادة جاهلية تنافي ما كفله الإسلام للأسرة من خصوصية
الكاميرون
وننزل من شمال أفريقيا إلى جنوبها وبالتحديد إلى الكاميرون حيث يفاجئنا -- عبد السلام محمد كالاكي - وهو يتحدث عن متوسط قيمة المهر في بلاده فيقول: للأسف إذا كانت البنت بكراً يدفع الشاب حوالي 30 ألف فرنك كاميروني، أما إذا أخبرت البنت الشاب أنها ليست بكراً لا يدفع لها مهرًا ويكتفي ببعض الملابس رخيص الثمن، وحينما سألته عن مدى إقبال الشباب على الزواج ممن ليست بكرًا أجاب: في البداية يبحث الشاب عن البكر فإن لم يجد لا يمانع من الزواج من أي فتاة وذلك لانتشار الزنى - للأسف الشديد - في الكاميرون حتى في المحافظات ذات الأغلبية المسلمة مثل: مروا وغاروا وبيرتوا!! ويختلف حفل الزواج في الكاميرون عنه في معظم الدول السابقة، حيث تأتي العروس عقب عقد قرانها إلى بيت العريس وتتم ليلة الدخلة، وفي الليلة الثانية يقام الحفل فيأتي الأهل والأصدقاء إلى بيت العريس وتوزع الأطعمة الكاميرونية المصنوعة في الغالب من البطاطس ولكن بأشكال وألوان مختلفة. وحدثنا عبد السلام كذلك عن العادة التي ذكرناها آنفاً ولكنها تسمي في الكاميرون "الآية"، فيخرج العريس مظهرًا المنديل الأبيض وسط زغردة النساء، وتزداد الزغاريد إذا كانت الإشاعات كثيرة حول البنت، ويعطيها العريس حينئذ هدية هي في الغالب عبارة عن "راديو"!!
إثيوبيا
أما في هرر وبالي وجيمه وهي مناطق تجمع المسلمين في إثيوبيا يغلب على عادات الزواج الكرم، فبعد الإعلان عن الخطبة يرسل الخاطب بقرة حلوب إلى بيت مخطوبته فتجمع والدتها لبن تلك البقرة وتصنع منه كميات من السمن تقدم للعريس كهدية ليلة زفافه، ويحدثنا ياسين أحمد إبراهيم الأثيوبي عن تلك الخطوات من بدايتها فيقول: بعد الموافقة تعلن الخطبة في حضور مشايخ القبائل، وتناول أم العروس العريس إناءً به لبن ليشربه، وهذا دليل رضا الأم عمن سيصبح زوجاً لابنتها.
ومن تلك اللحظة يكون الشاب في خدمة والد العروس حيث يساعده في المزرعة وفي الرعي وسائر الأعمال الأخرى، وطوال هذه الفترة تخزّن أم العروس السمن والعسل والقمح المطحون لبيت ابنتها، ويسلم للعريس هذه الأشياء بعد الانتهاء من حفل الزواج حيث يقف المعازيم صفين يتقدمهم شيوخ القبائل ويظهر والد العروس يسوق أمامه عددًا من الأبقار وصفائح السمن والعسل وأجولة الدقيق ويقول أمام الحضور: هذا ما أعددته لابنتي. فيرد عليه شيوخ القبائل: ونحن قبلنا، بعد ذلك يظهر العريس وفي يده سوط كنوع من أنواع استكمال الزينة؛ ويسمى هذا اليوم بيوم السوط. ويبدأ المعازيم في الجلوس ويقدم لهم الطعام، ولا يأكل العريس إلا من مائدة أعددتها والدة العروس بنفسها دليل رضاها عنه، وبعد الفراغ من الأكل تقف والدة العروس وتقدم إناءً من اللبن كذلك إلى العريس ليشرب هو وأصدقاؤه المقربون، فيأخذ الإناء من يدها ويسلمها بعض حبات البن ويمنح عمة العروس وخالتها هدية من المال في تلك اللحظة، وفي نهاية الاحتفال يعود المعازيم ليصطفوا صفين وتخرج العروس سائرة إلى بيت زوجها وسطهم؛ حيث ترتفع الأناشيد وتسود البهجة والفرحة
باكستان
العائلة في باكستان تتكفل بكل شيء دون تدخل العروسين في ذلك الأمر.. الحفل يستغرق من سبعة إلى عشرة أيام.. ولدينا التزام ديني في الاحتفالات حيث لا يختلط الرجال بالنساء مثلاً.. ونبدأ الاحتفالات بما يسمى "الميلاد" وهو إجراء ديني تقوم به النساء أهل العروس والعريس مع بعضهن فقط لذكر الله والشكر له والدعاء للأنبياء.
وهناك إجراء يسمى "مايون" وهو إجراء يتميز بالمرح والسعادة ونعتبره مناسبة مضيئة تضاء فيها جميع الأنوار في المنازل والحدائق والأشجار المحيطة بمنزل العروس وفي هذه المناسبة ترتدي العروس حللاً ثقيلة مليئة بالمشغولات والأحجار المتناثرة على الملابس وترتدي العروس وأصدقاؤها كميات كبيرة من المجوهرات وتغني الفتيات ويرقصن وتضع العروس في هذا المناسبة الحنة بنقوش مزخرفة جميلة على الكفين والقدمين يصاحب ذلك عشاء مليء بأشهى المأكولات الباكستانية.. وتضع العروس أيضًا في هذه الليلة كميات كبيرة من الزيت على شعرها والكثير من الكريمات على جسدها لنعومة وطراوة الجسم.
بعد ذلك يتم إجراء "النكاح"- وهو العقد - وفي هذا اليوم تكون العروس في أبهى صورها ليراها العريس ويتم هذا الإجراء في منزل العروس، وأحيانًا في المساجد لمن يرغب ذلك وللعروس الباكستانية الحق في وضع ما تشاء من شروط على العريس في وثيقة الزواج من أول مصروفها الشهري من الزوج إلى وجود الأبناء معها إذا وقع الطلاق، شروط كثيرة ومتعددة يمكن للعروس أن تكتبها إذا رغبت في ذلك، فذلك حقها المعترف به هناك.
أما لون فستان العروس أحمر.. مع مشغولات الترصيع الذهب والأحجار الكريمة. وتختلف الشبكة التي يقدمها العريس لعروسه في باكستان من أسرة لأخرى، فإذا كانت العروس من الريف فهي لا تكلف أهل العريس كثيرًا، أما إذا كانت من المدينة فهي تكلف الكثير، وعادة في النكاح يهدي أهل العريس زي العرس ويكون ثقيلاً للغاية وغاليًا جداً نظرًا للشغل اليدوي الموجود به بالإضافة إلى الأحجار أيضًا، ويعطى أهل العريس أيضًا كمية من المجوهرات على حسب استطاعتهم.. وعادة تكون هذه الهدية في صورة "أساور ذهب" لا يقل عددها عن 7 وتصل إلى 11 أو 21، المهم أن تكون برقم فردي .. وأهل العريس أيضًا يعطون العروس مجوهرات أخرى بالإضافة إلى هذه الأساور أو ملابس أو أدوات "ماكياج" على حسب رغبتهم في الهدية ونوعها.
والذهب هو الإكسسوار الغالب مع استخدام الأحجار الكريمة و"الزمرد" الذي هو أجمل الأحجار التي توجد في باكستان.
تايلاند
وفي تايلاند يكاد الأمر يتشابه مع عادات الإندونيسيين فشهر العسل مدته تسعين يومًا يقضيها العريس في بيت والد العروس لا يفعل خلالها شيئًا، لكن الأعجب من ذلك أن العروس هي التي تتحمل تكاليف الزواج فتشتري لنفسها ولعريسها الملابس الجديدة، ووالدها هو الذي يجهز للعريس غرفة نوم متواضعة حسب المهر الذي يدفعه، وعن مقدار هذا المهر يشير عثمان حسين صالح من فطاني بتايلاند فيقول: المهور عندنا في العادة يسيرة إذ لا تتجاوزالـ 25 ألف بات أي ما يعادل 500 دولار،أنا شخصياً دفعت 500 بات فقط أي حوالي 20 دولارًا ذلك لأنني الوحيد في القرية الذي أحفظ القرآن كاملاً؛ فزّوجني شيخ القرية من ابنته بهذا المهر الرمزي، وفي ليلة الزفاف التي تستمر يومين يدعي الجميع بما فيهم جيراننا البوذيون. إذ أنه من المعروف أن تعداد المسلمين في تايلاند يقارب الـ 15 مليون من إجمالي تعداد السكان البالغ 65 مليوناً معظمهم يتركز في فطاني بجنوب البلاد
وسلامتكم
صراحه امور غريبـه واردت ان انقلها لكم .. تمتعو بهاا
اليمن
في اليمن فما إن تطأ العروس عتبة منزل الزوجية بقدمها حتى يسارع العريس بوضع قدمه على قدمها؛ فإن سحبت العروس قدمها بسرعة كان معني ذلك أن إدارة البيت بلا منازع ستكون لها، وإن أسرع العريس بالضغط على قدمها كان هو سيد البيت في كل صغيرة وكبيرة !! .. عادات مثيرة وغريبة نتعرف عليها في هذا التحقيق الذي يبحر بنا في طاجيكستان وإندونيسيا وتايلاند و الباكستان واليمن والكاميرون والمغرب ويستقر داخل غابات إثيوبيا الاستوائية لنتعرف على مجتمعاتنا الإسلامية عن قرب، ونتعرف على الواقع المتنوع للأمة، ولا نقر - بالطبع - ما يخالف الشرع والسنة
طاجيكستان
العجيب في الأعراس الطاجيكية أن العروس لا تحب الذهب، وإن أرادت إحداهن ذهبًا فهي تختار خاتمًا واحدًا فقط. أما بداية الخطبة فأعجب من هذا يقول عبد الغفار يوسفوف/الداعية و الباحث الطاجيكي: عادتنا بعد أن يحدد الشاب البيت الذي يريد أن يتزوج منه أن يذهب مع أمه ويرى العرس في حضرة العائلة فإن أعجبته يلقي عليها موعظة دينية يحفظها معظم الشباب تقول " .. عليك أن تكوني امرأة صالحة تصلين وتصومين وتقرأين القرآن، وعليك أن تحترمي عائلتي وتجيدين الطهي وأعمال المنزل .."!! وهنا يعرف الجميع أن الموافقة تمت، ومن ثم تبدأ مراسم عقد القران وليلة الزفاف، ونبدأ بالمهر وتكاليف الزواج والمسألة، في طاجيكستان غاية في البساطة حيث يشترط والد العروس كمية معينة من القطن تكفي لتجهيز 20 وسادة و30 فراشًا بأحجام مختلفة، ويتم التفاوض على المهر الذي يتراوح بين 160 إلي 320 ألف روبل طاجيكي أي حوالي 100 إلي 200 دولار أمريكي، أما بقية الشروط فمتعلقة بتفاصيل الطعام والشراب الذي سيقدم للمعازيم (الضيوف) فيقول والد العروس للعريس: عليك أن تحضر إلي بيتنا بقرة كبيرة وخمسة أكياس من الأرز و100 كيلو من الجزر و50 لترًا من الزيت و20 كيلو من البصل ومثلهم من الزبيب، وهذه الأشياء كلها لزوم عمل الأرز البخاري المشهور في طاجيكستان.
وبعد أن يفرغ والد العروس من طلباته يأتي الدور على أم العروس، وتخرج من جيبها ورقة بها قائمة من الأقمشة والملبوسات الداخلية والخارجية التي يجب على العريس شراؤها، وبذا يكون الاتفاق قد تم على كل شيء تقريبًا، وفي اليوم المحدد للعرس -وغالبًا ما يكون يوم السبت والأحد حيث إجازة الموظفين- فيدعي الأهل والأقارب والأصدقاء للغذاء وهو في الغالب - كما يقول عبد الغفار - من الثامنة صباحًا حتى الثالثة عصرًا حيث يأكل الضيوف في جو من السمر والفرح، وليس عندنا أصناف كثيرة مثل الموجودة في العالم العربي فالأكل عبارة عن صنف واحد فقط طبق من الأرز البخاري المختلط باللحم مع قليل من المرق
أندونيسيا
أما في إندونيسيا فالأمر أعجب من هذا فبعد السؤال عن الفتاة التي يريد الشاب أن يتزوجها يذهب مع أحد علماء الدين الإسلامي ليخطبها له، ويبدأ العالِم في الحديث وليس والد العريس كما هي العادة في بلداننا العربية، هكذا يحدثنا شمسوري فونو جمعان من سكان جزيرة جاوة عن عادات الزواج في جزيرته فيقول: عندنا الأسر تحترم الشاب المتعلم، وبالأخص صاحب العلم الشرعي وتتساهل جدًا في تزويجه، فأنا على سبيل المثال طلبت مني زوجتي حينما تقدمت إليها أن يكون مهرها تسميع سورة الأنفال، والحمد لله كنت أحفظها وفي ليلة الخطبة قدمت إليها أغلي هدية في جاوة، وهي عبارة عن "موكانا ومهري" أي مصحف وملابس للصلاة، وبعد ذلك قدمت جاموسة كبيرة لزوم الحفل وجهزت غرفة كما هي العادة وهي عبارة عن سرير ودولاب وأدوات الطبخ.
وقبل الحفل بيومين دعت والدتي الناس لدفع ما عليهم من "نقوط"-وهو عبارة عن مساعدة مالية تقدم عل شكل هدية - حيث تجلس امرأة أمام المنزل ومعها دفتر تقيد فيه كل ما يقدمه المدعوون، وليس شرطًا أن يقدموا مالاً فالبعض يقدم مكرونة، والبعض الآخر يقدم أرزًا، ومنهم من يقدم سكرًا إلى آخر ما يحتاج إليه المنزل، حتى أن هناك من تقدم البصل والملح، وفي ليلة الاحتفال يتجمع المدعوون في بيت العروس حيث يقام السمر ويأكل الناس. وبعد حوالي أربع ساعات ينصرف الجميع ما عدا العريس الذي يعيش معها أربعة أيام في إحدى الغرف بمنزل والدها، وفي اليوم الخامس يذهب العريس مع عروسه وأهلها إلي بيت والده فيجد جميع المدعوين في المرة الأولي قد حضروا لاستكمال بقية الحفل، فينعقد السمر مرة أخرى، ويتخلله الطعام الممتزج بالفلفل الحريف- والشراب.
وبعد عدة ساعات ينصرف الجميع ويعيش العريس مع عروسه أربعة أيام أخرى في إحدى غرف المنزل، وفي نهايتها تجتمع العائلتان -أهل العريس وأهل العروس في اجتماع عائلي يناقشان فيه مسألة "الشهور الثلاثة"، وهي عادة موجودة في العديد من الجزر الإندونيسية حيث يعيش العريس ثلاثة أشهر في بيت والده أو في بيت والد العروس، وغير مسموح له أن يعمل فيها شيئًا غير الاهتمام بعروسه والعيش في سعادة، ولا يفكران في أي شيء ينغص عليهما سعادتهما، وكأن المقصود من الشهور الثلاثة هذه أن تكون فاصلاً لذيذًا بين حياة "العزوبية" والحياة الزوجية
الجزائر
ا ونبتعد عن آسيا لنرى عادات الزواج في بعض البلدان الإفريقية المسلمة، ولنبدأ من الجزائر التي يميز الناس بين حفلتي الخطوبة وعقد القران بلون الخاتم المقدم، ففي الخطوبة يقدم العريس خاتماً أبيض، أما في عقد القران فيكون أصفر.
وتشتهر الأفراح الجزائرية بأنواع الطعم المختلفة مثل: "الكسكس" و"الشوربة" و"اللحم المندي"، لكن العادة الغريبة حقًا هي ذهاب المعازيم آخر الليل وبعد إقامة الحفلة في بيت أهل العروس إلى بيت العريس فينامون حتى الصباح وبعد تناول طعام الفطور والغذاء ينعقد السمر لليوم الثاني حتى منتصف الليل، ولا ينصرف المعازيم كما هو المعتاد وإنما ينتظرون ظهور" العلامة " وهو ما سيجرنا للحديث عن عادة سيئة للأسف موجودة في العديد من البلدان العربية، وهي انتظار أهل العريس والعروس خروج الزوج عليهم بمنديل أبيض عقب دخوله على زوجته، هذا المنديل الأبيض تظهر عليه آثار دم نتيجة فض غشاء البكارة، وما إن تراه النساء حتى ترتفع زغاريدهن ويطلق الرجال النار في الهواء!! ويضيف "عبد الحق ميحي" من الجزائر أن الأقارب يدقون الباب على العروسين إذا تأخر خروج العريس بالمنديل ويقولون له من خلف الباب ".. الوقت قد تأخر ماذا جرى" ؟! والعادة نفسها رأيناها في اليمن وكانت منتشرة في بعض قري صعيد مصر ثم انقرضت..وهي عادة جاهلية تنافي ما كفله الإسلام للأسرة من خصوصية
الكاميرون
وننزل من شمال أفريقيا إلى جنوبها وبالتحديد إلى الكاميرون حيث يفاجئنا -- عبد السلام محمد كالاكي - وهو يتحدث عن متوسط قيمة المهر في بلاده فيقول: للأسف إذا كانت البنت بكراً يدفع الشاب حوالي 30 ألف فرنك كاميروني، أما إذا أخبرت البنت الشاب أنها ليست بكراً لا يدفع لها مهرًا ويكتفي ببعض الملابس رخيص الثمن، وحينما سألته عن مدى إقبال الشباب على الزواج ممن ليست بكرًا أجاب: في البداية يبحث الشاب عن البكر فإن لم يجد لا يمانع من الزواج من أي فتاة وذلك لانتشار الزنى - للأسف الشديد - في الكاميرون حتى في المحافظات ذات الأغلبية المسلمة مثل: مروا وغاروا وبيرتوا!! ويختلف حفل الزواج في الكاميرون عنه في معظم الدول السابقة، حيث تأتي العروس عقب عقد قرانها إلى بيت العريس وتتم ليلة الدخلة، وفي الليلة الثانية يقام الحفل فيأتي الأهل والأصدقاء إلى بيت العريس وتوزع الأطعمة الكاميرونية المصنوعة في الغالب من البطاطس ولكن بأشكال وألوان مختلفة. وحدثنا عبد السلام كذلك عن العادة التي ذكرناها آنفاً ولكنها تسمي في الكاميرون "الآية"، فيخرج العريس مظهرًا المنديل الأبيض وسط زغردة النساء، وتزداد الزغاريد إذا كانت الإشاعات كثيرة حول البنت، ويعطيها العريس حينئذ هدية هي في الغالب عبارة عن "راديو"!!
إثيوبيا
أما في هرر وبالي وجيمه وهي مناطق تجمع المسلمين في إثيوبيا يغلب على عادات الزواج الكرم، فبعد الإعلان عن الخطبة يرسل الخاطب بقرة حلوب إلى بيت مخطوبته فتجمع والدتها لبن تلك البقرة وتصنع منه كميات من السمن تقدم للعريس كهدية ليلة زفافه، ويحدثنا ياسين أحمد إبراهيم الأثيوبي عن تلك الخطوات من بدايتها فيقول: بعد الموافقة تعلن الخطبة في حضور مشايخ القبائل، وتناول أم العروس العريس إناءً به لبن ليشربه، وهذا دليل رضا الأم عمن سيصبح زوجاً لابنتها.
ومن تلك اللحظة يكون الشاب في خدمة والد العروس حيث يساعده في المزرعة وفي الرعي وسائر الأعمال الأخرى، وطوال هذه الفترة تخزّن أم العروس السمن والعسل والقمح المطحون لبيت ابنتها، ويسلم للعريس هذه الأشياء بعد الانتهاء من حفل الزواج حيث يقف المعازيم صفين يتقدمهم شيوخ القبائل ويظهر والد العروس يسوق أمامه عددًا من الأبقار وصفائح السمن والعسل وأجولة الدقيق ويقول أمام الحضور: هذا ما أعددته لابنتي. فيرد عليه شيوخ القبائل: ونحن قبلنا، بعد ذلك يظهر العريس وفي يده سوط كنوع من أنواع استكمال الزينة؛ ويسمى هذا اليوم بيوم السوط. ويبدأ المعازيم في الجلوس ويقدم لهم الطعام، ولا يأكل العريس إلا من مائدة أعددتها والدة العروس بنفسها دليل رضاها عنه، وبعد الفراغ من الأكل تقف والدة العروس وتقدم إناءً من اللبن كذلك إلى العريس ليشرب هو وأصدقاؤه المقربون، فيأخذ الإناء من يدها ويسلمها بعض حبات البن ويمنح عمة العروس وخالتها هدية من المال في تلك اللحظة، وفي نهاية الاحتفال يعود المعازيم ليصطفوا صفين وتخرج العروس سائرة إلى بيت زوجها وسطهم؛ حيث ترتفع الأناشيد وتسود البهجة والفرحة
باكستان
العائلة في باكستان تتكفل بكل شيء دون تدخل العروسين في ذلك الأمر.. الحفل يستغرق من سبعة إلى عشرة أيام.. ولدينا التزام ديني في الاحتفالات حيث لا يختلط الرجال بالنساء مثلاً.. ونبدأ الاحتفالات بما يسمى "الميلاد" وهو إجراء ديني تقوم به النساء أهل العروس والعريس مع بعضهن فقط لذكر الله والشكر له والدعاء للأنبياء.
وهناك إجراء يسمى "مايون" وهو إجراء يتميز بالمرح والسعادة ونعتبره مناسبة مضيئة تضاء فيها جميع الأنوار في المنازل والحدائق والأشجار المحيطة بمنزل العروس وفي هذه المناسبة ترتدي العروس حللاً ثقيلة مليئة بالمشغولات والأحجار المتناثرة على الملابس وترتدي العروس وأصدقاؤها كميات كبيرة من المجوهرات وتغني الفتيات ويرقصن وتضع العروس في هذا المناسبة الحنة بنقوش مزخرفة جميلة على الكفين والقدمين يصاحب ذلك عشاء مليء بأشهى المأكولات الباكستانية.. وتضع العروس أيضًا في هذه الليلة كميات كبيرة من الزيت على شعرها والكثير من الكريمات على جسدها لنعومة وطراوة الجسم.
بعد ذلك يتم إجراء "النكاح"- وهو العقد - وفي هذا اليوم تكون العروس في أبهى صورها ليراها العريس ويتم هذا الإجراء في منزل العروس، وأحيانًا في المساجد لمن يرغب ذلك وللعروس الباكستانية الحق في وضع ما تشاء من شروط على العريس في وثيقة الزواج من أول مصروفها الشهري من الزوج إلى وجود الأبناء معها إذا وقع الطلاق، شروط كثيرة ومتعددة يمكن للعروس أن تكتبها إذا رغبت في ذلك، فذلك حقها المعترف به هناك.
أما لون فستان العروس أحمر.. مع مشغولات الترصيع الذهب والأحجار الكريمة. وتختلف الشبكة التي يقدمها العريس لعروسه في باكستان من أسرة لأخرى، فإذا كانت العروس من الريف فهي لا تكلف أهل العريس كثيرًا، أما إذا كانت من المدينة فهي تكلف الكثير، وعادة في النكاح يهدي أهل العريس زي العرس ويكون ثقيلاً للغاية وغاليًا جداً نظرًا للشغل اليدوي الموجود به بالإضافة إلى الأحجار أيضًا، ويعطى أهل العريس أيضًا كمية من المجوهرات على حسب استطاعتهم.. وعادة تكون هذه الهدية في صورة "أساور ذهب" لا يقل عددها عن 7 وتصل إلى 11 أو 21، المهم أن تكون برقم فردي .. وأهل العريس أيضًا يعطون العروس مجوهرات أخرى بالإضافة إلى هذه الأساور أو ملابس أو أدوات "ماكياج" على حسب رغبتهم في الهدية ونوعها.
والذهب هو الإكسسوار الغالب مع استخدام الأحجار الكريمة و"الزمرد" الذي هو أجمل الأحجار التي توجد في باكستان.
تايلاند
وفي تايلاند يكاد الأمر يتشابه مع عادات الإندونيسيين فشهر العسل مدته تسعين يومًا يقضيها العريس في بيت والد العروس لا يفعل خلالها شيئًا، لكن الأعجب من ذلك أن العروس هي التي تتحمل تكاليف الزواج فتشتري لنفسها ولعريسها الملابس الجديدة، ووالدها هو الذي يجهز للعريس غرفة نوم متواضعة حسب المهر الذي يدفعه، وعن مقدار هذا المهر يشير عثمان حسين صالح من فطاني بتايلاند فيقول: المهور عندنا في العادة يسيرة إذ لا تتجاوزالـ 25 ألف بات أي ما يعادل 500 دولار،أنا شخصياً دفعت 500 بات فقط أي حوالي 20 دولارًا ذلك لأنني الوحيد في القرية الذي أحفظ القرآن كاملاً؛ فزّوجني شيخ القرية من ابنته بهذا المهر الرمزي، وفي ليلة الزفاف التي تستمر يومين يدعي الجميع بما فيهم جيراننا البوذيون. إذ أنه من المعروف أن تعداد المسلمين في تايلاند يقارب الـ 15 مليون من إجمالي تعداد السكان البالغ 65 مليوناً معظمهم يتركز في فطاني بجنوب البلاد
وسلامتكم